"جَمَلُ المَحامِل": البِلادُ على ظَهْر أَهلِها

يَحملُ الرّجلُ العَجوز في لوحة "جَمَل المَحامِل" للفنان الفلسطيني سليمان منصور وطنًا بأَكمَله على ظَهره. ليس حجارةً فقط، بل ذاكرةً وأسماءً وحقولَ زيتونٍ لا تَموت. وجهُه المائل تَحتَ ثِقل الحِمل لا يوحي بالانكسار، بل بالثّبات؛ عيناه تقولان إنّ مَن يَحمل فلسطين لا يُسقِطُها، مهما طالَ الطّريق.
في "جَمَل المَحامِل"، لا نَرى بطلًا خارقًا، بل إنسانًا عاديًّا صارَ أُسطورة بالصّبر. تتحوّل الأرض إلى عَباءَة، والقُدس إلى بيتٍ يَسكُن الكَتِف. كلّ تفصيل في اللوحة-من انحناءَة الجَسَد إلى لَون التّراب- يَروي حِكايَة مَن بَقي يَزرَع وهو يَعرف أنّ الغَد قد لا يأتي، لكنّه يَزرع على أيّ حال.
إنها صورة التّضامن في أَنقى مَعانيها: أن تُشارِك الحِمل، أَن تَرى نفسك في خُطوات الحامِل، أن تُدرك أنّ الحكاية ليست عن الأَلم فقط، بل عن القُدرة على الاستمرار.
جَمَل المَحامِل لا تزيّن الجدار، بل تُعلّمنا أن نَحمِل، أن نَصمد، وأن نُبقي الذاكرة حيّة مهما اشتدّ الظلّ.
![]() |
|---|
لوحة “جمل المحامل” للفنان الفلسطيني سليمان منصور





