البحرُ المَلاذُ الأخير: قِراءَة في رِحلَة أُسطول الصُّمود

بَعدَ عامين على حَرب الإبادَة في غزة، يَغدو البَحر المتنفّس الأَخير، ومساحةَ فعلٍ مدنيّ عابرٍ للحدود. مُنتصَف العام 2025، أَطلَق ناشطون مبادرة "أُسطول الصّمود العالَمي": عَشَرات السُّفن وآلاف المشارِكين من أكثرِ من أربعين دولة، تتقدّمُهم تحالفات شعبيّة مثل أُسطول الحريّة وغيرها، هَدَفُها كَسر الحِصار البحريّ وإيصال صَوت الضحايا مباشرةً إلى العالَم.
في الأسابيع الأخيرة، تعرّضت قوارب الأُسطول لهَجَمات بمسيّرات وانفجارات قُرب عدد منها، ما استَدعى مرافقةً بحريّة من دول أوروبيّة لحماية رعاياها. لَيست هذه الاعتداءات الأولى؛ فَهي امتداد لمسار من التّضييق منذ العام 2010.
أَبعَدُ من المساعَدات، يذكّرنا الأُسطول بأنّ التضامن الشعبي موقفٌ سياسيّ وأخلاقيّ: تحدّي الحصار والمطالبة بإنهائه لا بمجرّد شَحَنات إغاثية تُسلَّم، بل بتغيير السياسات التي تَصنَع الحاجَة إليها. هكذا يَكتُب البَحر شَهادة جديدة على أن طَريق العدالة قد يَبدأ أحيانًا من مرافئ الضّمير.
الصورة: لسفينة عمر المختار الليبية لكسر حصار غزة، من حساب السفينة في منصة فيسبوك.